"إننا نعيش في عالم رقمي، حيث يبدو كل شيء قابلا للقياس، ولتحويله إلى رقم محدد، من أول خطوة نمشيها في اليوم، مرورا بالطاقة التي نكتسبها من الأكل، وصولا إلى إنجازنا في العمل وتحقيق ذواتنا في الحياة، وانتهاء بالنمو الاقتصادي في البلد وتقدم الدول ومقارنة بعضها ببعض. قابلية قياس كل شيء أصبحت متوفرة بفضل تطور تكنولوجيا الرصد، التي تُلاصق أجسادنا باعتبارنا أفرادا في طريقهم إلى الثورة الصناعية الرابعة، وتطور استيعاب التكنولوجيا لتخزين البيانات التي تجمعها من الرصد، وقدرتها على تحليلها كما يجب. خلال سنوات، أصبحنا أكثر واقعية وذلك بسبب تأثير إغراء ""الكم"" وتوفر أرقام ترصد كل شيء في حياتنا، التي تبدو في طبيعتها دائمًا دقيقة جدًّا ومحددة، لذلك هي تشعرنا أننا قادرون من خلالها على أن ننظر إلى الواقع بكل وضوح، ونقارن بين الأشياء أو الأزمنة أو الأمكنة بكل حيادية، ونحدد أهدافنا التي نبني عليها خططنا بكل دقة، بل إننا نتنبأ بالمستقبل كذلك عن طريق استخدام الأرقام في نماذج حسابية معقدة. هذه الحلقة من #في_الحضارة تستكشف أمثلة