من خلال دراسة شخصية طه حسين، يمكن تفكيك الحلقة السيرة الاجتماعية للحقبة الليبرالية في مصر في النص الأول من القرن العشرين. بين صعود الليبرالية وسقوطها في مصر، تُختزل رحلة طه حسين الفكرية، والمستوى الذي وصل له وماهية المشروع الذي تبناه وانتهى بتهميشه. ترتكز دراسة شخصية طه حسين على عنصرين وهما الطبيعة المتمردة الحرة والعقل الاستثنائي الذي حصل على تعليم ممتاز. وتظهر هذه الثنائية باستمرا في رحلته الشخصية التي درسناها في هذه الحلقة باختلاف المراحل التي مر بيها. تطرقنا لقصة رحلته المعرفية من الأزهر للجامعة للسوربون للعودة للجامعة مرة ثانية. وتحدثنت طويلا عن تحولاته في العشرينيات والتلاتينيات التي أصبح فيها طه ناقد أدبي صاحب المنهج الجديد في تأريخ الأدب وكذلك الأديب الألمعي الذي أسس لاستخدام الأساليب الغربية في الأدب العربي الحديث ليتأثر بيه كل من جاء بعده. أما في الأربعينيات تحول طه حسين إلى رجل الدولة والمؤسسات، حيث يخلع جبة الأديب ويُصبح شخص صاحب عقل عملي وليس مجرد مثقف آخر يطل على المجتمع من برجه العاجي، وهنا